الاثنين، 24 يناير 2011

دروس في الديموقراطية

يقول الدكتور حازم الببلاوي
لابد في البداية من تفنيد بعض الأفكار الشائعة حول الديموقراطية وهي :
1- الديموقراطية ليست هي الانتخابات :
تعد الانتخابات مظهر من مظاهر الديمقراطية لكنها ليست جوهر الديمقراطية
لأن الانتخابات موجودة في النظم الديموقراطية و الاستبدادية
ففي الحالة الثانية تؤدي الانتخابات إلى فرض رأي المستبد بدلا من إعلاء صوت الشعب
2- الديموقراطية ليست هي حكم الأغلبية :
لأن الديموقراطية تحترم الأغلبية وترفض كل أشكال الاستبداد وبما فيها استبداد الأكثرية
3- الديموقراطية ليست هي التمثيل النيابي : صحيح أن الديمقراطية هي حكم الشعب نفسه بنفسه
ومن هنا يجب أن يكون هذا التمثيل شامل لجميع الطبقات في المجتمع
وليس بأن يتحول إلى سيطرة المال و الثروة على أصوات الناخبين - ضمن ما يعرف باسم المال السياسي

إن الديمقراطية خيار جيد و هي أفضل من الاستبداد
لكن الديموقراطية ليست هي الخيار المثالي الخالي من كل النقائص و العيوب

إن الديموقراطية القديمة التي قامت في أثينا اعتمدت على ركيزتين أساسيتين :
* أنه لدى جميع الأفراد قدرا كافيا من المعرفة و حسن التقدير بما يسمح لهم بإدارة شؤونه العامة بعقلانية
* لا يوجد أحد يتمتع بقدرة خارقة تضعه فوق الجميع لذلك الديموقراطية تثق في حكم الجماعة و تتخوف من القائد الملهم

يتضح مما سبق أن الديمقراطية لها هدفين :
الاول ايجابي وهو العمل على إشراك الجميع في الشأن العام
والثاني سلبي وهو منع الاستبداد

لكن لابد من بعض الأمور التي يجب توفرها في الدولة لتساعد على قيام الديموقراطية ومنها
منها وجود نظام قانوني مستقل عن التأثيرات الخارجية
تجانس الدولة ضمن ما يعرف بالوحدة الوطنية
القانون فوق الجميع
انتشار العلم و المعرفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق