الأحد، 9 يناير 2011

لغز رأس المال

هناك سؤال يطرح باستمرار
لماذا لم تستطع الدول النامية و دول النظام الشيوعي أن تحقق نفس الانتاجية التي تحققها الدول الرأسمالية
بالرغم مما تمتلكه الدول النامية و دول النظام الشيوعي من موارد ضخمة
بالرجوع الى التطور التاريخي وفي بداية العصور الوسطى كانت كلمة  رأس المال تعني و تعبر عن رؤوس الماشية حيث أنها كانت تعد مصدرا للثروة سواء من خلال ما تقدمه من لحوم و ألبان و جلود اضف الى ذلك القدرة على التوالد
من هنا نجد أن لفظ رأس المال له مدلولان
الأول هو انعكاس للبعد المادي المتمثل في مثالنا السابق باللحوم و الألبان و الجلود
والثاني هو امكانية توليد فائض للقيمة المتمثل في مثالنا السابق بالتكاثر
من هنا نرى أن رأس المال هو ذلك الجزء من الأصول التي تعطي فائضا في الانتاج و تزيد من الانتاجية
يعتبر مفكري الاقتصاد أن رأس المال هو القاطرة التي تحرك الاقتصاد
لكن المهم أن تصبح هذه الأصول المتراكمة - أصول نشطة قادرة على تحقيق فائض في الانتاج
لذلك ليس المهم الرصيد المتراكم من الأصول انما ما ينطوي عليه من امكانيات لخلق انتاج جديد
سنورد المثال التالي للتدليل على هذه الفكرة
بحيرة جبلية
ماهي أوجه الاستفادة منها
ظاهريا هي مقيدة بالشرب وصيد السمك و السباحة
لكن نظرة المهندس لها تختلف عن هذه الاستخدامات الظاهرية
فهو يرى فيها أنها مصدر لتوليد الطاقة فيتوجب عليه ايجاد الكيفية التي يمكن من خلالها توليد الطاقة
فهذه الطاقة تمثل رأس مال نائم وايقاظها لا يكون بالنظر اليها من خلال الاستخدامات التقليدية
فالمشكلة هي كيف نوقظ الأصول النائمة حتى تعطينا المزيد من الانتاج
هنا يكمن الفرق بين الدول النامية و الدول المتقدمة
فنظام الملكية في الدول المتقدمة يتيح للمواطنين امكانية أكبر لتحرير القوى النائمة في رأس المال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق