الخميس، 13 يناير 2011

الاصلاح الاقتصادي و الاصلاح السياسي في الدول العربية

إن أحداث تونس و الجزائر تقودني للحديث عن موضوع الاصلاح في الدول العربية
وما خفي في بقية الدول العربية ليس بأفضل حال مما هو عليه في هذين البلدين
ولكن ظاهر القول إن الأمر بلغ حده فانفجر فتيل الأزمة
هل ستنتقل العدوى الى دول أخرى
ربما
يشكل العالم العربي حوالي 10% من مساحة الكرة الأرضية و 5% من سكان العالم لكنه لا يساهم الا ب 2.5% من الناتج المحلي الاجمالي العالمي
والمفارقة أن 75% من هذا الناتج يتكون في الدول النفطية
إن لفظ الاصلاح السياسي يدل اليوم على اتباع النهج الديموقراطية في الحكم و الابتعاد عن النظم الديكتاتورية و الشمولية
أما الاصلاح الاقتصادي يدل على اتباع اقتصاد السوق
حصيلة الجمع بين الديموقراطية و اقتصاد السوق يتمثل في الفكر الليبيرالي
التجربة التاريخية تدل على أن اقتصاد السوق شرط لقيام الديموقراطية و لكن العكس ليس بالضروري
فالديموقراطية ليست شرطا لقيام اقتصاد السوق
اقتصاد السوق لايعني عدم تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية فما شهدناه بعد الأزمة العالمية المالية هناك مطالبات من الجميع بضرورة تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية لتنظم ايقاع الاقتصاد و تنمع من دخول في أزمات مالية قد تؤدي الى انهيار الاقتصاد برمته
فالدولة تصبح لاعب أساسي في الاقتصاد في ظل اقتصاد السوق و لكنها ليست اللاعب الأوحد كما في الاقتصاديات المركزية
يمكننا ذكر أهم الخصائص العامة لاقتصاد السوق بما يلي :
1- الثقة في قدرة الأفراد على اتخاذ قرارات اقتصادية رشيدة
2- الاعتراف بالحقوق القانونية للأفراد
3- الاعتراف بحقوق الملكية الفكرية
4- السوق تنظيم لامركزي
5- وجود نظام نقدي متطور
6- وجود مؤسسات تسهل عملية التبادل
7- وجود سوق مالية متقدمة
8- اتباع سياسة مالية متقدمة
9- حرية انتقال المعلومات

ان الافتراض الأساسي لاقتصاد السوق
هو أن الأشخاص في سعيهم لتحقيق مصالحهم الخاصة يسهمون في تحقيق الصالح العام
لكن علينا الانتباه الى أن هناك حالات يفشل فيها اقتصاد السوق في توفير الحاجات الأساسية للمجتمع مما يؤدي الى ضرورة تدخل الدولة لتلبية هذه الحاجات
اضف انه على الدولة أن تقوم بمراقبة أداء الاقتصاد لتلافي أي خلل يمكن أن يصيب أحد أجزاء هذا الاقتصاد

الغريب أن القادة العرب يمارسون نوع غريب من اقتصاد السوق
نوع ادى الى استنزاف مقدرات الدول و ترتيب مديونيات كبيرة على هذه الدول و تفاوت طبقي كبير و فساد و غيره
وكله تحت مسمى اقتصاد السوق
وما نشاهده اليوم في تونس و الجزائر منعطف تاريخي في حياة الشعوب العربية
يقول أحد الشعراء
سلبونا رغيفنا فطلبناه فكنا في زعمهم أشرارا
ايه يا شعب ثر بهم لا تطأطئ بلغ الصبر أفقه و استجارا
أنت دنيا اذا تحفزت مادت تحتك الأرض خشية و انذعارا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق