نابلس - أمين أبو وردة:

أسدل الستار في مخيم بلاطة عن حكاية كانت في بعض فصولها اقرب للخيال عن شاب يافع أفاق على الحياة ليجد نفسه مطلوبا لقوات الاحتلال “الإسرائيلي” ومن عائلة مستهدفة في حياتها ومسكنها.

أحمد محمد سناقرة من مخيم بلاطة شرق نابلس في الضفة الغربية ابن الواحد والعشرين عاما نجا عدة مرات من الموت بأعجوبة فيما تحول مؤخرا إلى المطلوب الأخير لقوات الاحتلال بعد رفضه المساومات بالعفو عنه مقابل تسليم نفسه لمقار الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

واستيقظ مخيم بلاطة فجر أمس، على أصوات مكبرات الصوت تعلن فرض حظر التجول لتتحول الأنظار إلى عائلة سناقرة حيث بقيت مجموعته من كتائب شهداء الأقصى الوحيدة الملاحقة للاحتلال. وبدأت الأمور تتضح بأنه محاصر بالرغم من قيام والدته في الساعة الثانية فجرا من الاتصال به هاتفيا وابلغها انه بخير وان جيش الاحتلال في المنطقة لكن الاتصالات بعدها انقطعت مع محاصرة المنزل الذي تواجد فيه مع ثلاثة شبان آخرين تم اعتقالهم.

وأصر احمد على المقاومة واشتبك مع القوة “الإسرائيلية” ليصاب بعدة رصاصات في رأسه وبطنه وترك مضرجا بدمه في باحة المنزل حيث تعرض للحصار.

وبعد انسحاب قوات الاحتلال الساعة السابعة صباحا سارع الاهالي الى المنزل المستهدف ليعثروا على الشهيد. وقال شهود عيان إن احد المقاومين أصيب بعيار ناري بقدمه أثناء اعتقال الثلاثة.

وكان احمد في مقابلاته الصحافية يستشعر انه الوحيد الذي أضحى ملاحقا لقوات الاحتلال وكان يكرر دوما انه خلق للموت فقط ولا يخشاه.

ولم تستوعب والدته ام علاء سناقرة، الحدث وأغمي عليها وبناتها بعدما قبلته. وتحولت حارة الجرامنة، حيث تقطن عائلة سناقرة، إلى أشبه بمزار للنساء لتقديم التعازي لوالدة الشهيد وعائلته.

ولا تزال حكاية نجاته من تحت انقاض مبنى المقاطعة المدمر مغروسة في مخيلة السكان وعادت للانتعاش من جديد بعد استشهاده حيث تكشفت بعض فصول الحكاية التي يصفها البعض بأنها معجزة، حيث فشل جيش الاحتلال مراراً أمام فتى فلسطيني.

وروى خال الشهيد محطات من حياته، مشيراً الى أنه أصيب تسع مرات خلال انتفاضة الأقصى، وبترت في إحداها أصابع يده اليسرى خلال مواجهات في شارع القدس، كما تمكن من الفرار من احد مشافي نابلس عندما حوصر بغرض اعتقاله. ويقول إن منزل العائلة تم نسفه قبل عامين على خلفية ملاحقة شقيقه الأكبر، علاء، المطادر منذ ثلاث سنوات.

وينحدر الشهيد احمد لعائلة فلسطينية هاجرت من بلدة المويلح (عرب الجرامنة) التي تقع في ضواحي مدينة يافا عام 48 لتستقر في مخيم اللجوء بانتظار يوم العودة.