قصيدة جديدة من وحي المقاومة
قصيدة من الشعر الحديث
القصيدة ليست بالجديدة كانت يمكن ان تكون رسالة موجهة الى كل اللذين اجتمعوا في مؤتمر انابوليس الاخير ليطلقوا مفاوضات السلام بين من هون أبعد الناس عن السلام
بين قتلة الأنبياء و بين خير أمة أخرجت للناس
هل هم ند أم كفء لنا حتى يجلسوا معنا و ليس أن يتفاوضوا معنا وعلى أي شيء يتفاوضون
حسبنا الله و نعم الوكيل في أناس رخصوا من أثماننا في تلك السوق التي سلعها هي دماؤنا و حقوقنا و اللي ما يشتري يتفرج على قولة أهلنا في مصر
أملنا في الأجيال القادمة أن تقدر على الذي لم نقدر عليه

لن أطيل و فيما يلي نص القصيد :


لا تصالح
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى
هي أشياء لا تشترى
ذكريات الطفولة بين أخيك و بينك
حسكما فجاة بالرجولة
هذا الحياء الذي يكبت الشوق حين تعانقه
الصمت – مبتسمين – لتأنيب أمكما
و كأنكما
ماتزالان طفلين
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما
أن سيفان سيفك
صوتان صوتك
أنك إن مت
للبيت رب
و للطفل أب
هل يصير دمي بين عينيك ماء
أتنسى ردائي الملطخ بالدماء
تلبس فوق دمائي ثيابا مطرزة بالقصب
إنها الحرب
قد تثقل القلب
لكن خلفك عار العرب
لا تصالح
و لا تتوخ الهرب


لا تصالح على الدم حتى بدم
لا تصالح ولو قيل رأس برأس
أكل الرؤوس سواء
أقلب الغريب كقلب أخيك
أعيناه عينا أخيك
هل تتساوى يد كان سيفها لك
بيد سيفها أثكلتك
سيقولون
جئناك كي تحقن الدم
جئناك كن يا أمير الحكم
سيقولون ها نحن أبناء عم
قل لهم إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيف السيف في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسا
و أخا
و أبا
وملك



لا تصالح
ولو حرمتك الرقاد
صرخات الندامة
و تذكر
إذا لان قلبك لنسوة اللابسات السواد و لأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة
أن بنت أخيك اليمامة
زهرة تتسربل في سنوات الصبا
بثياب الحداد
كنت إن عدت
تعدو على درج القصر
تمسك ساقي عند نزولي
فأرفعها و هي ضاحكة
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن صامتة
حرمتها يد الغدر
من كلمات أبيها
ارتداء الثياب الجديدة
من أن يكون لها ذات يوم أخ
من أب يتبسم في عرسها
وتعود إليه إذا الزوج أغضبها
و إذا زارها يتسابق أحفاده نحو احضانه
لينالوا الهدايا
و يلهو بلحيته و هو مستسلم
و يشدوا العمامة
لا تصالح
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العش محترقا فجأة
وهي تجلس فوق الرماد



لا تصالح
ولو توجك بتاج الامارة
كيف تخطو على جثة ابن ابيك
و كيف تصير المليك
على اوجه البهجة المستعارة
كيف تنظر في يد من صافحوك
فلا تبصر الدم
في كل كف
إن سهما أتاني من الخلف
سوف يجيئك من الف خلف
فالدم الآن صار وساما و شارة
لا تصالح
ولو توجوك بتاج الامارة
ان عرشك سيف
و سيفك زيف
إذا لم تزن بذؤابته لحظات الشرف
و استطبت الترف



لا تصالح
و لو قال من مال عند الصدام
ما بنا طاقة لامتشاق الحسام
عندما يملأ الحق قلبك
تندلع النار إن تنفس
و لسان الخيانة يخرس
لا تصالح
و لو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تسنتشق الرئتان النسيم المدنس
كيف تنظر في عيني امرأة
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها
كيف تصبح فارسها في الغرام
كيف ترجو غدا لوليد ينام
كيف تحلم او تتغنى بمستقبل لغلام
و هو يكبر بين يديك بقلب منكس
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارو قلبك بالدم
وارو التراب المقدس
وارو أسلاف الراقدين
إلى أن ترد عليك العظام




لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن الجليلة
أن تسوق الدهاء
و تبدي لمن قصدوك القبول
سيقولون
ها أنت تطلب ثأرا يطول
فخذ الآن ما تستطيع
قليلا من الحق
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك
لكنه ثأر جيل فجيل
وغدا
سوف يولد من يلبس الدرع كاملة
يوقد النار شاملة
يطلب الثأر
يستولد الحق
من أضلع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأر
تبهت شعلته في الضلوع
إذا ما توالت عليها الفصول
ثم تبقى يد العار مرسومة بأصابعها الخمس
فوق الجباه الذليلة





لا تصالح و لو حذرتك النجوم
ورمى لك كهانها بالنبأ
كنت افر لو أنني مت
ما بين خيط الصواب و خيط الخطأ
لم أكن غازيا
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدا لثمار الكروم
أرض بستانهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي : انتبه
كان يمشي معي
ثم صافحني
ثم سار قليلا
ولكنه في الغصون اختبأ
فجأة
ثقبتني قشعريرة بين ضلعين
واهتز قلبي كفقاعة وانفثأ
وتحاملت حتى احتملت على ساعدي
فرأين ابن عمي الزنيم
واقفا يتشفى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربة
أو سلاح قديم
لم يكن غير غيظي الذي يشتكي الظمأ


لا تصالح
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة
النجوم لميقاتها
والطيور لأصواتها
والرمال لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة
الصبا-بهجة الأهل صوت الحصان – التعرف بالضيف – همهة القلب
حين يرى برعما في
الحديقة يذوي
الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي
مراوغة القلب حين يرى طائر الموت
وهو يرى فوق المبارزة الكاسرة
كل شيئ تحطم في نزوة فاجرة
والذي اغتالني ليسليس ربا
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني ليقتلني باستدارته الماكرة
لا تصالح
فما المصالحة الا معاهدة بين ندين
في شرف القلب
لا تنتقص
والذي اغتالني محض لص
سرق الأرض من بين عيني
والصمت يطلق ضحكته الساخرة



لاتصالح
فليس سوى ان تريد
انت فارس هذا الزمان الوحيد
وسواك
المسوخ


لاتصالح
لاتصالح
لاتصالح