الأربعاء، 21 أغسطس 2013

مسرحية - في انتظار غودو -


ما معنى كل هذا ؟!

سؤال يطرحه نوع جديد من المسرح اسمه مسرح العبث, حيث أن أحداث المسرحية لا تشتمل على أي حدث, ولا أي مكان, ولازمان, وأبطال المسرحية مجهولون, وفصول المسرحية متكررة, وهناك الكثير من الغموض يحيط المسرحية من بدايتها إلى نهايتها, لينتهي المتفرج بالسؤال الجدلي ما معنى كل هذا؟!

مسرحية – في انتظار غودو – للكاتب الارلندي صموئيل بيكيت, هي من هذا المسرح الجديد, تضم المسرحية فصلين وشخصيتين رئيسيتيين هما فلاديمير واسترجون وثلاث شخصيات فرعية هم بوز ولاكي وصبي غير معروف اسمه, تبدأ المسرحية بمشهد عبارة عن جزء من طريق ريفي وشجرة جرداء ورجل يجلس على الأرض, وما هي إلا لحظات حتى يدخل رجل آخر ويجلس بجوار الأول, الرجل الأول يدعى فلاديمير والثاني استرجون, يدور حوار بين الرجلين, وهو عبارة عن جمل قصيرة, يرافقها مسافات من الصمت والترقب والقلق, وهما في حالة انتظار لغودو, غودو هذه الشخصية المبهمة والتي لن تظهر في المسرحية أبدا, هذا الانتظار الطويل قال عنه الناقدون, بأنه يعكس بصورة ما رحلة عمر الإنسان الذي يعطل تفكيره ويؤجل مشاريعه لكونه رهينة حالة الانتظار التي يعتقد أنها ستنتهي قريبا, يقطع هذا الانتظار مرور السيد بوز مع عبده لاكي الذي يجره معه كالكلب, يتحدث بوز مع الرجلين بكل حضارة ورقي, لكنه يبقى يتعامل مع خادمه كحيوان, وبعد ذلك ينتهي الحديث ويغادر بوز وخادمه المكان, وبعد فترة من الترقب, يأتي فتى ويخبر الرجلين بأن غودو لن يأتي اليوم, وأنه أجل قدومه ليوم الغد, ويستشف من سياق الحوار,  أن الفتى كان قد أتى في الأيام السابقة وأخبرهم بنفس الخبر, بأن غودو لن يأتي اليوم وأجل قدومه للغد, يقرر الرجلان المغادرة, لكنهما يبقيان جالسان مكانهما ويسدل الستار على المشهد الأول, في المشهد الثاني يلتقي فلاديمير واسترجون مجددا عند الشجرة الجرداء في انتظار غودو, لكن الذي تغير في هذا المشهد أن بوز يصبح ضريرا ويجره خادمه لاكي معه, وعندما يستوقف الرجلان بوز, ينكر أنه يعرفهما أو أنه التقى بهما في الأمس, يأتي بعدها نفس الفتى ويخبر فلاديمير واسترجون أن غودو لن يأتي اليوم وأجل مجيئه للغد, وينكر أنه أتى إليهما بالأمس, يقرر فلاديمير واسترجون المغادرة والقدوم مجددا في الغد لكنهما يبقيان مكانهما, ويسدل الستار عن المشهد الثاني لتنتهي المسرحية  تاركة المشاهد في حيرة من أمره حول مجريات المسرحية ورموزها وشخصياتها والمغزى منها.

ما نراه اليوم من قتل وتدمير واختلاط للأوراق وانتظار وترقب لشيء نجهله لكننا نريده, يجعل حالنا تماما كهذا النوع الجديد من المرسح العبثي, حيث أن الجميع يسأل مامعنى كل هذا؟! إن كان هناك من مجيب فليجب يا رعاه الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق