الثلاثاء، 10 يوليو 2012

الافلاس ليس دائما نقمة فهو في بعض الحالات نعمة

عند سماعنا لكلمة الافلاس يتبادر إلى ذهننا معنى الفشل و الخيبة, هل أن حياتنا ستكون أفضل إذا حذفنا هذه المفردة من قاموسنا؟
يقول بعض الاقتصاديين أن الافلاس ضرورة للحياة الاقتصادية الطبيعية, فكما أن الموت والحياة مترادفين, فإن النجاح والفشل كذلك الأمر مترادفين, ولا يكون هناك أي معنى للنجاح إن لم يكن هناك فشل.
وما الفشل في أغلب الحالات إلا هو عبارة عن محاولات ناقصة قبل الوصول إلى النجاح, هذا النجاح الذي لا يتحقق إلا من خلال الاستفادة من التجارب والأخطاء السابقة.
فالكل يجمع على أن الخطأ ليس عيبا, إنما هو محاولة ناقصة قبل الوصول للنجاح.
يقول شومبتير في تعريفه للتقدم: إن التقدم يتحقق عن طريق الهدم البناء, أي التخلص من القديم الغير الكفء لصالح الجديد الأكثر كفاءة, فمن هنا فإن التقدم لا يتحقق إلا من خلال هذه التكلفة للاحلال والاستبدال.
ومن هنا يتبين لنا أن الافلاس ظاهرة طبيعية في الحياة الاقتصادية, فالافلاس في المجتمع يكون إما من خلال إحلال الجديد محل القديم, أو من خلال تغيير الإدارة وأسلوب العمل, فيكون الإفلاس في مثل هذه الحالة إنقاذ للمشروع, كيف؟
الافلاس لا يهدم المصنع او الآلات, إنما يحقق بيعه بثمن بخس, فيكون بمثابة الكارثة على أصاحب المشروع القديم, لكن من وجهة نظر المجتمع, فإن الافلاس يتيح إمكانية نقل هذه الشركة أو المصنع إلى مستثمر آخر أكثر كفاءة في إدارة هذا المشروع, فالافلاس في مثل هذه الحالة يحقق خدمة للمجتمع من خلال تدوير الموارد ونقل الملكية من إدارة فاشلة إلى إدارة ناجحة.
لكن إذا زادت معدلات الافلاس في الدولة عن المعدل الطبيعي فيكون مؤشر سلبي ينم عن سوء الأوضاع الاقتصادية, لذلك فالافلاس الناتج عن سوء الاوضاع الاقتصادية مذموم لأنه ينم عن مصيبة اقتصادية وليس عن حالة طبيعية.
والله أعلم

عن موقع الدكتور حازم الببلاوي بتصرف 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق