الخميس، 5 يوليو 2012

دعم الرغيف أم دعم من يحتاج الرغيف - جمعة لحس الكوع

ويستمر الحصاد, وتتوالى الدول العربية الداخلة في فصل الربيع الواحدة تلو الآخرى, لكنها وصلت متأخرة إلى واحدة من أكبر الدول العربية ألا وهي السودان, وصلت بعد أن انفصل الشمال عن الجنوب, في واحدة من أكبر الأخطاء التي سنندم عليها مستقبلا, والغريب في الأمر أن الزعماء العرب لا يتعلمون من تجارب من سبقهم من دول في ثورات الربيع العربي, ونفس السناريو يتكرر في كل مرة, بعد أن انخفضت ايرادات الحكومة السودانية, قررت رفع الدعم عن العديد من السلع الاستراتيجية, مما أشعل شرارة الاحتجاجات في السودان, يتبجح الرئيس البشير, ويقول هذه ليست ثورة, إنما هم مجموعة من شذاذ الآفاق الذين يجب اسكاتهم, هيهات هيهات,صدق الشاعر عندما قال, سلبونا رغيفنا فطلبناه فكنا في زعمهم أشرارا, ونرد على البشير وعلى القادة العرب ببقية أبيات القصيدة للشاعر وصفي القرنفلي واختار مناها الابيات التالية: إيه يا شعب ثر بهم لا تطاطئ بلغ الصبر أفقه واستجارا, انت دنيا اذا تحفزت مادت تحتك الارض خشية وانذعارا,قم واعصف بهذا النظام وبانيه وقوض من حوله الاسوارا

سأطرق الآن إلى قضية الدعم, وأخص دعم الرغيف المنتشر في العديد من الدول العربية
دلت النتائج أنه في جميع الدول التي اتبعت سياسة دعم الرغيف أتت بنتائج عكسية على الرغيف وصاحب الرغيف, فالحكومات تتحمل المليارات في سبيل دعم هذا الرغيف, والمستفيد الأول منه ليس المواطن الفقير, إنما تجار السوق السوداء
رغيف الخبز بحد ذاته لا يحتاج إلى دعم, إنما الذي يحتاج إلى دعم هو المواطن منخفض الدخل, فكان الهدف الأساسي من سياسة الدعم هذه أن يكون رغيف الخبز بأسعار تفضيلية مخفضة بحيث يكون في متناول المواطن الضعيف اقتصاديا
لكن النتيجة كانت, أن المواطن لم يستفد من هذا الدعم والرغيف تدهورت نوعيته وكميه
فالفرق بين سعر الرغيف المدعوم وسعر الرغيف غير المدعوم تصل في بعض الأحيان من 5 إلى 6 أضعاف, مما يشكل فرصة كبيرة للربح من خلال السوق السوداء
لذلك على الدولة أن تسعى إلى دعم المواطن وليس دعم الرغيف ودعم المواطن يكون من خلال دعم دخل المواطن وليس من خلال دعم الأسعار. ومن أحد أكثر الأمثلة شهرا على دعم المواطن في دخله هي الكوبونات
فالفئات الضعيفة اقتصاديا تحصل على كوبونات, وعندما تريد شراء الرغيف تدفع بالنقود + الكوبونات وبالتالي يقوم اصحاب المخابز باستبدال هذه الكوبونات من الدولة نقدا
النتيجة: القضاء على السوق السوداء للرغيف,  والقضاء على التعددية في نوعية الخبز, والقضاء على مظاهر الفساد الاداري, والقضاء على الاستخدامات الاخرى للرغيف
هذا والله أعلم

الجزء الثاني من المدونة عن موقع الدكتور حازم الببلاوي بتصرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق