الأربعاء، 20 يونيو 2012

دول الربيع العربي و الاقتصاد

لقد عولت كثيرا الشعوب في دول الربيع العربي على ثوراتها, وبأنها هي المخلص والمحقق لقائمة طويلة من الآمال التي سعت خلال الأربعين العام الماضية على تحقيقها, لكن كانت النتائج عكسية, ووصلنا إلى ما وصلنا إليه من أوضاع, دفعت هذه الشعوب للانتفاض في وجه هذه الأنظمة الفاسدة والمفسدة, لإيقاف هذا النزيف الذي ما التأم جرحه أبدا, لكننا اليوم بدأنا نسمع عن كثير من الانتقادات الموجهة لهذه الثورات, لأن المواطن العادي لم يلمس أي تحسن يذكر على المستوى الاقتصادي الكلي أو الجزئي, ومن هنا كان لزاما علينا أن نبين بأن النتائج لا تتحقق بيوم وليلة, فالاقتصاد لا يعمل لوحده ولابد من توافر مجموعة من العوامل الأساسية التي تحفز الاقتصاد على النمو, وأهم هذه العوامل: توفر الأمن والأمان و استقرار النظام السياسي ووضوح رؤيته بعيدة المدى, حيث أن كلا من الشرطين لم يتحقق في دول الربيع العربي بعد, إن معظم الدول العربية تعاني من اختلالات هيكلية في بنية اقتصاداتها المعتمدة بشكل أساسي على الريع, وفي المقابل هناك العديد من المطالب العاجلة والملحة التي يجب تلبيتها بأسرع وقت ممكن, فهذه الدول مطالبة بالتدخل على شقين, الأول طويل الأجل والثاني آني قصير الأجل,فهذه الدول لا تستطيع تحقيق البرامج الطموحة للحكومات الانتقالية الجديدة بنفس مستوى كفاءة وانتاجية القوى العاملة لديها, فهي بحاجة إلى إعادة النظر في هيكلية التعليم لديها كعامل أساسي في رفع انتاجية المواطن التي تتميز بانخفاضها, كما أن رفع الانتاجية يتطلب إعطاء أهمية أكبر للصناعات التحويلية التي تعمل على خلق القيم المضافة, مع التركيز على الصناعات الصاعدة وليس الصناعات الآفلة, طبعا ذلك دون إغفال أهمية التركيز على القيم الأخلاقية التي غابت في المرحلة السابقة, كالصدق والأمانة وتحمل المسؤولية وحب العمل, فما تعول عليه هذه الشعوب أنه خلال المرحلة القادمة سيتم توزيع الناتج المحلي بشكل عادل على الجميع كل حسب مساهمته فيه, حينها سيشعر المواطن العادي بنتائج ثورته, وليس على أساس فاسد كما كان في الفترة السابقة, بأن تستولي فئة معينة من الشعب لاتزيدعن 1% منه على 90% من الناتج المحلي, فبذلك يتعزز إنتماء الفرد لدولته ومجتمعه, أضف لذلك بأن على الدول العربية أن تسعى إلى خلق كيان اقتصادي متكامل وليس متنافس, تستطيع من خلاله الاستفادة القصوى من جميع الموارد المتاحة في البلاد العربية وتوظيفها بالشكل الأمثل مما يعود بالنفع على جميع هذه الدول تحقيقا لنظري بسيطة في الاقتصاد هي نظرية المزايا النسبية, إن الخطوة الأولى والأهم في طريق التحرر تم انجازها في دول العربيع العربي, ويبقى لها الآن أن تسعى إلى استكمال بقية الخطوات, التي تحتاج إلى تضحيات وصبر وإصرار, حتى تؤتي هذه الثورات أكلها
عن موقع د.حازم الببلاوي بتصرف


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق