الثلاثاء، 8 فبراير 2011

الثقة هي عماد النقود

يمكننا القول أن أهم الاكتشافات التي عرفتها البشرية تتمثل في النار و الكتابة و النقود - طبعا عداك عن التكنولوجيا والمعلوماتية
فمع النار ظهر الانسان الصانع و بدأ بتحويل المواد الخام لمصلحته و اشباع حاجاته
وأسهمت الكتابة بدورها بظهور الانسان المفكر لأنها ساهمت في تشكيل وتراكم المعرفة
أما النقود فكانت وسيلة التبادل وظهر معها الانسان المتبادل بوصفه عضو في الجماعة التي يعيش فيها
صحيح ان عملية التبادل كانت سابقة لظهور النقود لكن النقود هي التي سهلت عمليات التبادل
بعبارة أخرى يمكننا القول بأن النقود هي وليدة التبادل
لكن من جهة أخر تعد النقود هي القوة الدافعة لنمو و تطور المبادلات
مع النقود بدأ الانسان المفكر يتحول الى الانسان الاقتصادي
فبدأت عمليات المقارنة بين السلع المتبادلة من حيث العائد و التكلفة
النقطة المهمة التي يجب التطرق لها هنا هي أن الانسان لن يقوم بعملية التبادل الا اذا غلب على ظنه بأن النقود التي سيحصل عليها من جراء عملية التبادل ستكون مقبولة في عمليات التبادل المستقبلية وستبقى محافظة على قيمتها مستقبلا
من هنا نقول بأن ثقة الفرد في المستقبل هي الأساس لقبوله التبادل النقدي
وبدون هذه الثقة في المستقبل تنعدم فائدة النقود
لذلك على السلطات النقدية في أي دولة أن تتمتع بمصداقية عالية لتكسب ثقة الأفراد في قراراتها و سياساتها
هذا والله أعلم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق