الاثنين، 1 ديسمبر 2014

ديموغرافية سويسرا

على مدى القرن والنصف الأخيريْن، تضاعف عدد سكان سويسرا أزيد من ثلاث مرات. وفي ظل زخم الهجرة، كان النمو قويا بشكل خاص خلال العقود الاخيرة إلى درجة أن الكنفدرالية أصبحت اليوم من البلدان الأوروبية الأكثر ديناميكية من حيث التركيبة السكانية.
على مستوى سويسرا, فإن الكثافة السكانية تناهز مائتي (200) ساكن بالكيلومتر المربّع. ويُعدّ هذا المعدّل أقلّ من نسبة الكثافة الموجودة في ألمانيا أو في إيطاليا مثلا.
معظم السكان في سويسرا يقيمون في منطقة محددة وضيّقة تمتدّ من بحيرة ليمان غربا إلى بحيرة كونستانس شرقا، حيث يتمركز ثلثا سكان سويسرا فوق هذه الهضبة. في هذه المنطقة، تصل نسبة الكثافة إلى حوالي 450 ساكن في الكيلومتر المربّع الواحد. وهو ما يجعل من الهضبة السويسرية واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية على المستوى الأوروبي. في حين أن النسبة قد تصل في بعض المناطق الجبلية إلى 27 ساكن في الكيلومتر المربع الواحد.
اليوم، تحتل سويسرا مرتبة متقدمة جدا على المستوى العالمي من حيث نسبة المقيمين الأجانب فوق أراضيها. إذ أن أكثر من واحد من كل أربعة أشخاص يعيشون حاليا في سويسرا وُلدوا خارج حدودها.
الجنسية السويسرية لا تُمنح للمقيمين في الكنفدرالية بشكل آلي، وهناك نسبة كبيرة من السكان وُلدوا في سويسرا لكنهم يحتفظون بجنسياتهم الأصلية. وفي عام 2013، اتضح أن 85% من السكان الأجانب منحدرون من بلدان أوروبية. حيث إن الهجرة من ألمانيا وإيطاليا وبدرجة أقل من فرنسا، لها جذور تاريخية عميقة.
على غرار جميع البلدان الصناعية، تواجه سويسرا ظاهرة شيخوخة السكان. ففي عام 1860، كانت سويسرا تعدّ 12 شخصا تتراوح أعمارهم بين 20 و64 سنة مقابل كل شخص يبلغ من العمر 65 عاما فما أكثر. أما اليوم، فقد انخفض هذا المعدّل بشكل جذري، ولم يعد يُوجد سوى 4 أشخاص (ما بين 20 و64 عاما) مقابل كل شخص (يزيد عن 65 عاما).
على خلاف الإعتقاد الشائع، فإن ارتفاع متوسّط العمر (أو الأمل في الحياة) ليس مسؤولا على ظاهرة الشيخوخة أكثر من انخفاض نسبة الخصوبة. فقد ارتفع مستوى العمر المتوقع في العالم بنسبة تفوق 35% (أي بحوالي 18 عاما) ما بين عامي 1960 و2012. ويُعتبر متوسّط العمر المتوقّع في سويسرا عند الولادة من بين أعلى المعدّلات في العالم (بلغ أكثر من 82 سنة في عام 2013).
انخفض متوسّط عدد الاطفال بالنسبة لكل امرأة (معدّل الخ...صوبة) بشكل ملحوظ في غضون الخمسين عاما الأخيرة. فقد تراجع من 5 إلى 2.5 طفل لكل إمرأة في العالم. وفي سويسرا، يبلغ المعدّل الحالي 1.5 طفل بينما كان 2.5 خلال المرحلة التي كان يُطلق عليها "طفرة الولادات". والمعدّل الحالي هو دون الإحلال السكاني (أي أنه لا يسمح بتجدد الأجيال). وبعبارة أخرى، فإن عدد السكان في سويسرا يشهد بالفعل تراجعا في الوقت الحاضر. في المقابل، تعوّض الهجرة الحالية بما فيه الكفاية، وربما بشكل "مُبالغ فيه" برأي البعض، الفجوة القائمة بين الوفيات والولادات.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق