الثلاثاء، 28 مايو 2013

العجوز والبحر

واحدة من أشهر الروايات الحديثة, اسمها العجوز والبحر للكاتب الأمريكي همنغواي, لا أرى فيها إلا انعكاسا للصمود التاريخي للثورة السورية, ملخص الرواية أن رجلا عجوزا يعمل في صيد الأسماك تمر عليه أربعة وثمانون يوما دون أن يصطاد سمكة واحدة, فتنتشر إشاعة بين الصيادين أن النحس قد أصابه, وبدؤوا يهمسون بأن يرحل عن قريتهم لألا يصبهم النحس أيضا, لم يكترث كثيرا الصياد – سانتياغو – بالأقاويل ويقرر أن يبحر بعيدا ليحظى بصيد ثمين, أبحر سانتياغو وهمه أن يزيل النحس الذي أصابه, لتكون المفاجأة بأن يصطاد سمكة كبيرة جدا, أكبر من القارب الذي كان يبحر به, لتبدأ بعد ذلك معركة مع هذه السمكة العملاقة تنتهي بفوز سانتياغو عليها, لكن القدر لم يبتسم له هنا أيضا, حيث أن دماء السمكة جذبت إليها أسماك القرش, ليبدأ سانتياغو معركة جديدة مع أسماك القرش يستنفذ فيها كل الوسائل المتاحة أمامه للدفاع عن نفسه وسمكته الثمينة, ولم يبقى له في نهاية المطاف إلا أن يدافع باستخدام سمكته التي أتت على معظمها أسماك القرش, ولم يبق منها إلا النذر اليسير.
يبدي سانتياغو إعجابه بمقاومة السمكة الكبيرة له, حيث دارت المعركة معها مدة ثلاثة أيام انتهت بهزيمة السمكة الكبيرة, ليتعمل منها الصبر والمثابرة, فكانت السمكة الكبيرة مصدر قوته في مواجهة أسماك القرش التي هاجمته, حيث كان يصف السمكة الكبيرة بالأخ ويرى أنه لا يوجد أي إنسان يستحق أن يأكل لحمها, لذلك أتت عليها أسماك القرش.
ليعود بعدها إلى القرية ويسعد الناس بحجم السمكة الكبيرة التي اصطادها سانتياغو, وكانوا يتخيلون حجمها مما بقي من هيكلها.
يقدم لنا الصياد البسيط ملحمة إنسانية في التصميم والمثابرة والبطولة والشجاعة والكبرياء, وتبين لنا أن كرامة الإنسان تكمن في كفاحه وأنه لا يمكن هزيمته إلا عندما يفقد الأمل. لذلك نقول لإخوتنا لا تفقدوا الأمل, فما النصر إلا صبر ساعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق