الخميس، 2 يناير 2014

ستوكهولم في عيني

لم يكن يخطر ببالي يوما أن تطير بي الطائرة إلى مدينة أخرى غير مدينة دمشق
وإذ بالرحلة الأولى بعيدا عن دمشق كانت غربا إلى أجمل دولة في العالم سويسرا
انتابني شعور غريب عندما اقتربت الطائرة من الأراضي السورية كيف أن هذه الأرض التي تحتي مباشرة والتي لا أراها تحمل فوقها وفي باطنها أغلى ما عندي
لن اذكر التفاصيل لكن سأقتصر على ذكر أهم ما لفت نظري في هذه الرحلة
منذ أن اتخذت قراري بالهجرة كانت السويد هي وجهتي ومبتغاي لأنني قرأت عنها الكثير ووجدت أنها تمتلك ثقافة خاصة بها تميزها عن غيرها من دول أوروبا
أول ما يلفت نظرك في أوروبا الحدود المفتوحة على غاربها فتنقلت من سويسرا الى المانيا فهولندا فالدنمارك وصولا  على السويد ولم يستوقفني أحد ليسال عن هوية او جواز او إقامة او غيره
انتهى بي المطاف في عاصمة السويد او عاصمة اسكندنافيا كما يسميها أهلها, لأتفاجأ بالمحطة الرئيسية كونها أكبر من مطار دبي
ممرات كثيرة وطوابق عديدة وزحام ناس أول مرة أصادفه
الميزة في السويد أن معظم الناس تتحدث الإنجليزية مما سهل علي الكثير في رحلتي بعكس ألمانيا التي القلة فيها تتحدث بالإنجليزية لدرجة أن موظف القطار لم يكن يتحدث الإنجليزية
في بداية رحلتي الى السويد انتابني شعور من عدم الراحة حيث واجهت العديد من المناظر التي نعتبرها من المناظر الخادشة للحياء العام وما أثار حفيظتي انها كانت من أناس إما ظاهرهم مسلمين أو عرب فتساءلت في نفسي فكيف بالعجم
أول ما تلاحظ هذا المزيج العجيب الغريب من الناس وكأنها احتوت كل أجناس الأرض من البيض للسمر للحمر للصفر وكنت أبحث عن صورة ذلك الشخص السويدي التي رسمتها مسبقا عنه في مخيلتي بالشعر الأشقر والعيون الزرقاء فلم أجد منهم الكثير وكأنهم انقرضوا
بدأت بالتأقلم مع الموضع الجديد شيئا فشيئا ومع زياراتي المتعددة للمدينة بدأت اكتشف خباياها
مما يميز المدينة عن بقية مدن أوروبا الطابع المعماري للأبنية, فستلاحظ بأن هناك العديد من الأبنية بالأسقف المستقيمة, في حين أن معظم أوروبا أبنيتها بالأسقف المائلة, كما أنت ستلاحظ الأبنية الضخمة, والعالية, والمضيئة, وستلاحظ الحركة النشطة لأعمال الإنشاءات في الطرقات والأبنية, حيث أنه خلال زيارتي لألمانيا لم ألاحظ هذا النشاط العمراني
المدينة جغرافيا تقع على ملتقى بحر وأنهر وهي ذات طبيعة صخرية, فهناك العديد من الأدراج محفور في الصخر والعديد من الأبنية على مرتفعات صخرية والمترو بمعظمه محفور في الصخر مما يدل على براعة مهندسيها, لفت نظري في كتاب عن نجاح دبي أن برج خليفة توفي في إنجازه 800 عامل, حاولت أن أجد كم عدد الذين أصيبوا خلال إنجاز مترو استوكهولم فلم أجد فالسلامة أولا
نمط الحياة هناك مختلف نوعا ما عن نمط الحياة في أوروبا, فالنزعة الاستهلاكية موجودة, وهذا أقرب للنمط الأمريكي, هذا النمط الذي يعشقه الأوروبيون أيضا وليس العرب فقط, النظافة العامة ليست 100% لكن كل شيء جيد, فمن الممكن أن تأكل وتشرب في وسائل النقل العامة, ومن الممكن أن تلقي بمخلفاتك وراءك, أو تلقيها جانبا, أو حتى على الكرسي الذي كنت تستخدمه, لدرجة أنني رأيت أن أحد العامة يقضي حاجته في محطة انتظار المترو, ولا على باله, وكذلك يمكن أترى زجاجا مكسورا, أو رسمات ولوحات وخربشات كيفما التفت, وكأن حال البلدية يقول, يا مواطن افعل ما يحلو لك, فهناك موظفون سيقومون بالتنظيف من خلفك
الرجال والنساء على قدم المساواة, فسائق المترو والباص والتكسي وموظف المبيعات وموظف البلدية والشرطة والحرس الملكي والجيش يمكن أن يكون رجل أو امرأة ولا ضير في ذلك وهذا ما هو قائم فعلا, كمان أن الناس على قدم المساواة, فلايوجد درجة أولى ودرجة عادية, جميع الناس درجة أولى
سائق المترو 18 سنة
الشباب في المدينة
الغابات
قطار الدرجة الأولى
الاتصالات
البريد
مكتب الهجرة
البرلمان
تصرف كمواطن سويدي
الفرز في المساكن
التسهيلات الترفيهية
المنزل الذي أسكنه
المناطق الحضرية الجديدة
بطاقة النقل العام
محطات المترو
فريق كرة القدم
النظر الى الإنسان كثروة
السكر في راس السنة